الاغنية العربية بين القديم والجديد |حوار شيق لمعرفة الفرق بين الاغاني العربيه القديمه والجديده |طرب

اذهب الى الأسفل

الاغنية العربية بين القديم والجديد |حوار شيق لمعرفة الفرق بين الاغاني العربيه القديمه والجديده |طرب Empty الاغنية العربية بين القديم والجديد |حوار شيق لمعرفة الفرق بين الاغاني العربيه القديمه والجديده |طرب

مُساهمة من طرف Aya الجمعة مايو 05, 2017 9:00 am

هل سيصبح اقتصاد العالم اقتصادا واحدا، وسياسة العالم سياسة واحدة، وثقافة العالم ثقافة واحدة، وحتى موسيقى العالم موسيقى واحدة؟
من الواضح تماما أن (بلدوزر) العولمة يأتي على الأخضر واليابس في عالمنا.. فلم يعد الأمر مقتصرا على الاقتصاد والإعلام، بل بدأ يطال حتى تراثنا الغنائي والموسيقي.
هل أصبح مطلوبا منا أن نتخلى عن ثقافتنا العربية الموسيقية لصالح الفن الغربي بحجة العولمة، أو بالأحرى الأمركة والتغريب؟
لماذا أصبح الإيقاع الغربي السريع هو السائد في الموسيقى والغناء العربي الحديث؟ لماذا أصبحت الأغاني الحديثة نسخة ممسوخة من الأغاني الغربية؟ لماذا فقد الطرب العربي حلاوته شعرا ولحنا وغناء وتحول إلى فن هجين؟
لماذا هبط إلى الحضيض؟ ألم تلعب وسائل الإعلام العربية دورا تخريبيا واضحا في إفساد الذوق العام والترويج للفن الهابط؟ هل هناك مؤامرة على الغناء العربي بتواطؤ مع وسائل الإعلام العربية؟
لماذا تحول الفن عموما والغناء خاصة إلى تجارة؟ ما دور شركات الكاسيت في تكريس هذه الظاهرة؟ لماذا طغت النزعة الاستهلاكية حتى على الموسيقى؟ لماذا أصبحت الأغاني الحديثة عبارة عن Take Away أيضا للاستهلاك السريع؟ هل هو انعكاس لتطور الحياة أم أنه غزو ثقافي من أخطر الأنواع؟
أليس ما يسمى بالموسيقى الجماعية دخيلة على ثقافتنا العربية؟ لماذا يحاول بعض العاملين في المجال الفني العبث حتى بلغة الأغاني العربية؟ لماذا الترويج لأغنيات تقول (بابا أبّح، ماما دح) ؟ لماذا أصبحت الأغنية عبارة عن لوحات راقصة لا علاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بالطرب الحقيقي؟ هل ولّى عهد الطرب الأصيل؟
لكن في المقابل: لماذا نلوم العولمة والأمركة والتغريب في تخريب ثقافتنا الفنية ولا نلوم أوضاعنا العربية المتدهورة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا؟ أليس هبوط الطرب انعكاسا للأوضاع العربية الهابطة؟ ألم يقل ابن خلدون: إن الغناء أول ما ينهار عندما يصاب المجتمع بالتدهور والتخلف؟
لماذا يحاول البعض تنصيب أنفسهم أوصياء على أذواق الناس؟ أليس من حق البشر أن يستمعوا ويستمتعوا بما يحلو لهم؟ لماذا يحاول البعض أن يتصرف بطريقة استالينية شمولية في فرض ذوق معين على الناس؟ أليس من حق الفنانين العرب أن يستكشفوا آفاقا فنية جديدة في الإيقاع والألحان والكلمات والأداء؟
ألم يصبح العالم قرية صغيرة بفعل الانفتاح الإعلامي العالمي؟ ألم يصبح التداخل الثقافي نتيجة طبيعية للعولمة؟ ثم أين حماة الطرب الأصيل مما يحدث على ساحة الغناء؟ لماذا لا يضيئون شمعة بدلا من أن يلعنوا الظلام؟
لماذا اقتصر نشاطهم في السنوات الماضية على نقد الظواهر الفنية الحديثة ومهاجمتها؟ لماذا لا يدخلون الساحة وينافسون الفن الهابط ويستبدلونه بفن راق؟ أليس الفن عبارة عن Business في الدول المتقدمة؟ هل يستطيع الفن أن يتقدم ويزدهر إلا إذا أصبح عملا تجاريا؟
ألا يمكن اعتبار الأغاني العربية الحديثة نقلة نوعية في مسيرة الطرب العربي وتطورا حضاريا في الذوق العام؟
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة هنا في القاهرة على الموسيقار (حلمي بكر) والشاعر الغنائي (عنتر هلال).
للمشاركة في البرنامج يرجى الاتصال بالأرقام التالية: للاتصال من داخل القاهرة (5748941).
أما مشاهدونا المقيمون خارج القاهرة وخارج مصر بشكل عام، فيمكنهم الاتصال بنا على (5748941) و(5748943) ورقم الفاكس هو (5782132).
[فاصل إعلاني]
فيصل القاسم:
سيد حلمي بكر: في البداية لماذا هذا الهجوم العنيف من قبل الموسيقيين والمؤلفين الكلاسيكيين من أمثال (حلمي بكر) على الطرب الحديث والموسيقى الحديثة؟ يعني نراكم دائما تشنون الهجوم تلو الآخر على الموسيقى بشكل عام، على الأداء، على الكلمات، على كل هذه الظاهرة.. هل أنتم مصابون بنوع من الغيرة من هذا النجاح الساحق الذي حققته هذه الموجة الطربية الحديثة؟
حلمي بكر:
المعروف أن الموسيقى هي علم وذوق وإبداع، الثلاث أضلاع دول يقابلهم ناس يقيمواهذا الإبداع وهذا الذوق وهذا العلم.
من لا يستطيع بالعلم يستطيع بالذوق، ومن لم يستطع بالذوق هناك المبدع الذي يرقى بذوقه لكي يصل به إلى مستوى العلم الذي هو غير منظور.
إذا فقدت هذه الأضلاع، وأصبحت تتساوى الأمور، هناك من يصرخ زي لما واحد يشوف واحد حيرمي نفسه من الدور العاشر، فيقول: الحقوا حيرمي نفسه، فالناس بتضحك، نحن وصلنا إلى مرحلة (الناس بتضحك) وهناك ناس وصولوا إلى أمر قالت: إنه لا يقول أنقذوا فلانا، إنه يهاجم، إنه يهاجم الرجل الذي سيرمي نفسه، أو يهاجم الجمهور اللي حيطلع عشان ينقذه.. بقت عملية مشوشة، هناك من يعتبر هذا هجوم، ويسميه هجوم، وله مصلحة، وهناك من يسمي هذا جرس إنذار مبكر أو متأخر، أو حيصل إلى مرحلة نعجز عنها، لأنه بعد كده الناس حترجع، أو كما تعودنا أننا بنروح لنعزي لم نلاقي صوان ميت. نحن لا نريد أن نصل لغاية ما يبقى في صوان ميت، ولا نعزي، إحنا عايزين..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
لكن أنت تتحدث عن شيء افتراضي هنا، وبالعكس تماما هذه الموجة التي تقول: إنها في طريقها إلى الاندثار والموت، بالعكس تماما هي تنتعش وتزدهر يوما بعد يوم بالرغم من كل هذه الهجمات التي تأتي من طرفكم وأطراف أخرى، بالعكس تماما هي المسيطرة الآن على الساحة بقوة.. شئتم أم أبيتم.
حلمي بكر:
أنت تستطيع أن تحضر أربعة أو خمسة يحموك مثل الموضة الآن، لأنك أنت رجل بتفكر فممكن أن تكون عرضة لأنك تنضرب، أو ممكن أنت رجل مالي فعرضة لأنك تنضرب، فتحضر أربعة وخمسة يحمونك.. هل تسمي هذه حماية بالنسبة لنفسك؟ حماية من ماذا؟
الذي أريد أن أصل إليه أننا إذا كنا نصرخ، فإننا نصرخ لأن هناك أصولا معروفة لأي شيء خصوصا في عالم الموسيقى والغناء، منذ بداية الخلق عندما كانت موسيقى عشوائية إلى موسيقى علمية، ثم دخلها الموسيقى الحسية والموسيقى الذوقية و.. و.. وسمي بعد ذلك كل هذا علما، إلى غاية علم التنافر، علم Dissonance هذا أصبح علما، لم يكن علما قبل ذلك، فإذا كان هناك إبداع يضاف إلى الكتاب أهلا، إنما عندما يكون إبداع سيندثر وتضعه في سلة المهملات وترميه وأنت تعي هذا؛ من واجبك أن تحذر ومن واجبك أن تحذر ومن واجبك أن تسميه كيفما شئت؛ تقول عليه: هجوم.. تقول عليه: أي بتاع، ولكن حييجي يوم لو أنت عايش لغاية مايحصل ده وحتقول: الراجل ده قال كلمة، أو الناس اللي قالت كده قالت الكلمة دي.
فيصل القاسم:
باختصار هذا الموجود على الساحة الآن وصفه حلمي بكر قبل قليل بإبداع سيرمى بسلة المهملات، كل هذا الفن الذي تنتجونه مصيره إلى سلة المهملات.
عنتر هلال:
والله أهلا بسلة المهملات، وإحنا يعني محضرين نفسنا ليها ولأن إحنا مدركين لطبيعة العصر، لأن إحنا مدركين طبيعة العصر وطبيعة الوقت، وعارفين أن أي فن في الدنيا يأخذ وقته ومرحلته، ويلقى في سلة المهملات، أو يدخل متحف التاريخ إلى أن يأتي فن جديد يحل محله ينسجم مع طبيعة الأشياء، أو مع طبيعة البشر وإيقاع الحياة.
مشكلة الجيل ما سبق الجيل الحالي وهو جيل يحترم جدا لأنه حريص جدا على منتجه أو على تراثه أو على كده، المشكله الكبيرة جداً أنه من شدة الحرص مش عاوز حد يليه أو أن يكون هناك امتداد له، وهذه هي المشكلة التي نحن واقعين فيها.. الخلط ما بين الحماية ومنع من هو جديد أن يأتي يطور أو يبتكر.
هم يقيّمون الذوق؛ يقيمونه من وجهة نظرهم أو ما تربوا عليه من ذوق، هم تربوا على كلاسيكيات أو على نوع من الطرب أو على قوانين من الفن معينة، لما جاء فن آخر أو شكل آخر قيموه بالمعايير القديمة، ومن هنا حصلت المشكلة، يجب أن تتغير المعايير مش يتغير الفن، يجب أن تأتي معايير جديدة تنسجم مع الواقع الحالي، أنا عاوز أقول حقيقة مرة جدا جدا أنا أعيشها اليومين دول، ولامسها بإيدي تماما..
فيصل القاسم [مقاطعا]:
سأعطيك المجال.
عنتر هلال:
معذرة أنا عاوز أكمل جملتي: أننا في العصر الذهبي لرواج الأغنية الأجنبية، ده سببه لازم ندرسه الآن وإحنا قاعدين.
حلمي بكر:
أنا عايز أسأل فقط: الواقع الحالي أم الوائع [أي الساقط] الحالي؟
عنتر هلال:
الواقع والوائع هما وجهين لعملة واحدة.
فيصل القاسم [مقاطعا]:
سأعطيكم المجال، لكن دقيقة واحدة..
[فاصل لموجز الأنباء]
فيصل القاسم:
سيد عنتر هلال.. تريد أن تقول باختصار أن هذا الطرب أو هذا الفن الغنائي الحديث يتماشى مع روح العصر، وهو تطور حضاري - إذا صح التعبير - لما نحن فيه. لكن لماذا لا نقول شيئا آخر: إنها آثار العولمة التي تأتي كما قلت على الأخضر واليابس في هذا العالم؟
لم تعد هناك فقط عولمة اقتصادية (الشركات العابرة للقارات) إلى ما هنالك، لم يعد هناك عولمة إعلامية فقط (القرية الكونية) إلى ما هنالك من هذا الكلام، هناك الآن غزو عولمي - إذا صح التعبير - للكثير من الثقافات في العالم ومنها الثقافة العربية، والمطلوب منا الآن أن نتخلى عن تراثنا الفني الموسيقي العربي، ونسير في ركب العولمة أو الأمركة أو التغريب سمها ما شئت، إذن نحن مجبرون ونحن ضحية لهذا القادم الجديد ليس إلا وليس تطور حضاري كما تصف.
عنتر هلال:
والله.. أنا شايف أننا مصابين بمرض خطير جدا وهو مرض ازدواج الشخصية أو (شيزوفرينيا) بالمعنى العلمي للكلمة، وهذا المرض باختصار لمن لا يعرفه، هذا مرض أنك تعيش بشخصيتين متناقضتين تماما وهذا واقعنا الحالي.
نحن نتكلم الآن على الأصول وعلى التراث وعلى المحافظة وعلى الثبات وعلى إن أنت تتمسك بجذورك في الوقت اللي فيه لو رفعت عينك حتلاقي كل عمارات العالم العربي تحولت إلى موائد لأطباق اسمها (الدش) هذا الضيف اللي بيتحرك بريموت كونترول بيجيب لنا العالم كله عندنا، ونحن لا زلنا نتحرك أو بنتصرف بمنطق المرأة الحمقاء التي هي طول النهار خايفة أن الناس تشوف وشّها [وجهها] فبترفع ثوبها حتى تداري وشها، فرجلها بتبان [تظهر].
الواقع يقول: إننا الآن العالم كله بيصب عندنا في الوقت الذي فيه تعقد اللجان ليل ونهار من أجل أن يمنعوا كذا، وينصبوا كذا، ويركبوا كذا، وهذا المطرب لا يغني وهذا المطرب يغني.
فيصل القاسم:
وخاصة اللجان التي يرأسها حلمي بكر نعم.
عنتر هلال:
هو تحديدا هذا مش في مصر تحديدا، هذا واقع عربي سائد؛ أننا مش مصدقين أن هناك في إيقاع جديد أو في عالم جديد جد علينا، ولازم أن نكون أذكى من ذلك، ونتعامل معه بواقعية.
فيصل القاسم:
كيف تكون الواقعية؟ واقعية أن تتخلى عن قيمك الفنية والثقافية والتراثية بهذا الشكل وتفتح على الأخير أمام هذا الغزو الثقافي الكبير المتمثل بالأمركة والتغريب.
عنتر هلال:
أولا: هو الإنسان إنسان، يعني كون الناس أصبحت أمم أو كون الناس بقت غير بعضها، هذه مسألة حصل فيها تطور حضاري، لكن لو رجعنا للأصول نجد أن البشر هم البشر، والموسيقى هذه لغة عالمية، لأننا نتكلم في الحلقة هذه تحديدا عن الموسيقى، الموسيقى هذه لغة عالمية. ولكونك تحافظ على موسيقاك العربية، أنت لو بحثت أساسا ستجد أن موسيقاك أساسا جذورها تركية، فمن باب أولى أنك تندمج وتتعايش وتحافظ على تراثك، أنا لا أمانع، لكن لازم أنت أيضا لا تخنق الدنيا حتى لا يهرب منك الشباب للموسيقى الغربية، وإلا ستكون أنت اللي هربتهم لأنك ضيقت عليهم الخناق، وظللت تقول: لا.. ممنوع ده، وكأن الناس طفل بريالة لازم يوجه طول النهار، الشعوب أذكى من الحكومات، الشعوب تصرفت وصنعت إذاعتها المحلية الديمقراطية وهو شريط الكاسيت أو الـ(CD)، تعقد اللجان لكي يسمعوا المطرب الفلاني ويمنعوا المطرب العلاني، الناس سابت الإذاعات الرسمية أو وسائل الإعلام الرسمية وعملت إذاعتها بنفسها، ودلوقتي الناس تسمع كل اللي أجهزة الإعلام الرسمية بترفضهم أو تمنعهم، هم الآن بيجيبوه في بيوتهم، ويضعونه.. لازم نتصالح مع الواقع، وإلا اتفرمنا والناس تصرفت بسرعة.
في جزئية أنا أتلكم عنها.. والعولمة دي قادمة لا محالة ولازم نكون ناس على درجة من الوعي، ونتصالح مع هذا الواقع، وما بقلش نفقد تراثنا علشان ما اتفهمش غلط، لكن لازم نأخذ من الحديث ما يفيدنا، وما ننغلقش زيادة عن اللزوم حتى لا نهرب الناس منا.
فيصل القاسم:
لكن هناك من يقول: إنكم أخذتم من الحديث أكثر من اللازم بكثير. حلمي بكر كيف ترد؟ الكثير من النقاط المهمة.
حلمي بكر:
أنا أريد أن أقول: ما هي العولمة الموسيقية أولا لكي نتكلم ونقول ما هي العولمة؟
العولمة الموسيقية هي ماجتش من الجملة التي بيصنعها لك ويبعتها لك بالشريط، ولكن هي جاءت، سوقها لك في تجارة، المعدات اللي بتيجي بالتكنولوجيا كلها هناك حاجة اسمها (CD) يبعتها لك، وتركبها أنت، وتضعها في Floppy تأخذ الجمله زي ماهي في Laser تعد (موازير) فأصبحت هي جملة جاهزة أو إيقاع جاهز أنت بتجري فوقه. يعني هو أول شيء فرش لك الأرضية اللي إنت هاتمشي فوقيها، أنت ما تعرفش الأرضية دي.
فيصل القاسم:
أرضية ثقافية.
حلمي بكر:
أرضية ثقافية للعولمة، لغة العولمة، هي لغة تصريف المنتج العالمي الخاص بالموسيقي..
فيصل القاسم:
والقضاء على الثقافات المحلية.
حلمي بكر:
إحنا اللي بنقضي.. أما هو فلا يقضي، أنا لا أدينه أنه يقضي، هو أعطاني هذه الأصول كما أنا أستعمل كل ما هو يبدع في العالم من معدات، لكن أضع جواها بيئتي، أحاول أرد الذي أخذته.
فيصل القاسم:
رُوحي يعني.
حلمي بكر:
نعم. . يعني أنني ماذا أقول؟ أنا أصدر عولمة أنا الآخر لأنه هو يعترف بالبيئة الموسيقية العربية، بيعترف بيها، لكن أنا -الآن- أمحوها نتيجة أنني أستخدم العولمة غلط، نتيجة أنني أستهلكها فقط ولا أصدرها، ويمكن زي ما قال السيد الرئيس قبل كده قال: العولمة أن تبدع وترسل حتى لا تبقى أنت طول عمرك عبدا للاستهلاكية.
فيصل القاسم:
هل أصبحنا عبيدا للعولمة.
حلمي بكر:
نعم، من خلال الأجهزة أولا، الأجهزة ذبحت حاجة اسمها إبداع، والإبداع داخل الفنان أن يأتي بشكل جديد، لا أن يكون مثل الصينيين أو اليابانيين، ما يكونش عدد الأغاني المنتجة في موسم 30 أو 40 أو 800 شبه بعضها.
فيصل القاسم:
كيف أصبحنا معولمين موسيقيا؟
عنتر هلال:
أنا أقول لحضرتك حاجة..
حلمي بكر:
لا.. ثانية أستاذ عنتر أنا سبتك لما تكلمت.
عنتر هلال:
حاضر.
حلمي بكر:
أصبحنا معولمين موسيقيا نتيجة أن هناك جيل رقص على الموسيقى ويريد أن يرقّص غيره، مش أبدع موسيقى ويريد أن يضيف إلى رصيده غيره يبدع، الذي حصل أنه يوجد جيل من الشباب اشترى Keyboard واشترى كمبيوتر، واشترى أشياء، وهو فاقد الأهلية بالنسبة للموسيقى، بدليل الكمبيوتر -النهارده- وصل لمرحلة (حصنع لك مطرب) يعني: حضرتك لو تريد أن تكون مطربا حآخد بصمة صوتك، وأحطها على الجهاز، وأضربها تطلع مطرب.. هم عندما أبدعوا هذا لم يبدعه علشان يلغيني، ولكن إحنا اللي بنلغي أنفسنا. النهارده أنا لما أجيب الكمبيوتر، وأجلس على الكمبيوتر، وألعب لعبة الموسيقى إياها، وأحط أرقام تديني جملة، أو أجيب جملة أستدعيها وأحولها وأقول: أنا أريد الجملة هذه على مستوى طريق كذا، فتطلع جملة فأنسبها إلى نفسي.. هل ده يبقى إبداع؟!
أنا بتكلم من ناحية علمية العولمة الموسيقية، إنما لما يجيني الكمبيوتر ده، وأنا أستفيد بالقاعدة العلمية، وأحط له القاعدة البيئية التي من الممكن أن تكون شكلا عفوي ثم تحول إلى شكل علمي.
أستاذ عنتر قال من لحظات: نحن أصولنا تركية. أنا أقول له: لا، إحنا أصولنا مش تركية، أنت تبدأ تأخذ من العالم من أول الغرب من الكلاسيك، من قبل أن تولد، ولا اللي قبلك، كان في (بيتهوفن) وفي (موزارت) وفي وفي وفي. تعلمت في المعهد، ولكن بيئتك وتكوينك أخذ هذا العلم وصنع منه علم آخر، وإلا كنا لغينا كما لغت تركيا الربع تون (tone) لا يوجد شيء اسمه الربع تون أو حاجة اسمها ثلاثة أرباع التون. . تركيا ألغت الثلاث أرباع التون، نحن ما زلنا مصرين عليه، والعالم بيصفق لنا عليه. وحيرجعوا له ثانيا.
[فاصل للإعلان]
فيصل القاسم:
بالمناسبة هناك عشرات الفاكسات التي بدأت تنهمر على البرنامج، أشكر أصحاب الفاكسات، وسأحاول قراءة بعضها إن شاء الله.. حلمي بكر، كنت تتحدث عن الموسيقى وإلى ما هنالك، السيد عنتر هلال قال كلاماً: أنتم تريدون أن تنغلقوا على أنفسكم، قال بالحرف الواحد: لا تريدون لأحد أن يأتي بعدكم، منع كل ما هو جديد، تربيتم على كلاسيكيات من نوعٍ ما، ولا تريدون لأحد أن يطور.
حلمي بكر:
من هم أنتم؟ هل من الفضاء أنتم؟
فيصل القاسم:
لا.. أريد أن أقول إنه تحدث عن تغيير المعايير، يجب أن نغير المعايير التي نحاكم بها الفن، ولا نغير الفن.. والكلام لعنتر هلال.
حلمي بكر:
أولاً: يجب أن أقول معنى كلمة كلاسيك.. ما معنى كلمة كلاسيك؛ هو القيمة، الكلاسيك مش اسمه القديم بمفهوم الموبيليا، الكلاسيك في علم الموسيقى اسم الموسيقى التي تحمل قيمة للعالم.. هل لو أنا أحضرت.. ولن أذهب بعيدا حتى لا يقول: قديم جدا. لو أحضرت أغاني عبد الحليم اللي ثلاث أرباع أخذوا منها، هذه أغاني كلاسيك قديمة. أنا عايز الأستاذ عنتر يرد أغاني عبد الحليم قديمة.
عنتر هلال:
والله عبد الحليم ده حاله خاصة.
حلمي بكر:
طيب محمد فوزي أغانيه قديمة؟
عنتر هلال:
ده سابق عصره.
حلمي بكر:
لا، يبدو أنك حتجيب إجابة لكل حاجة، هل عبد الوهاب قديم؟ محمد عبد الوهاب؟ عبد الوهاب له قديمه ووسطه وحديثه، هل يسمى عبد الوهاب بمفهومه ده كله الذي عاصر أربعة أو خمسة أجيال يسمى قديما؟ (أنتم) معناها: عالم جاي من الفضاء، ولكن نحن كلنا في الهم شرق.. كلنا في سلة واحدة.
عنتر هلال:
أنا أريد أن أقول أن الفن هو الشيء الوحيد أو المنتج الوحيد في الدنيا القابل للتحطيم وبسرعة، ويجب على النهر أن يجدد من نفسه بالذات الفن وإلا أصيب بالبلادة والرتابة، والناس انفضت عنه، وراحت لشيء آخر.
فيصل القاسم:
لكن يا سيد عنتر هلال.. أنت تتحدث أنه.. يعني لا مانع من أن يغير النهر، ويغير من مياهه إلى ما هنالك من هذا الكلام، لكن نحن نتحدث عن شيء خطير جدا الآن.
عنتر هلال:
وهو؟
فيصل القاسم:
هناك تراث موسيقي، هناك عادات فنية تندثر في الكثير من أصقاع العالم العربي، أنا أعطيك مثالا: إحدى المناطق في سوريا اللي أنا جاي منها، كان هناك تراث موسيقي جميل جدا، يستخدم في الأعراس.. إلى ما هنالك من هذا الكلام.. هذا التراث أصبح مثارا للتهكم والسخرية الآن، طغت العولمة الموسيقية الجديدة على كل هذا التراث في الأعراس.. في كل ذلك، نحن نتعرض إلى إزالة لهذا التراث الكبير بسبب العولمة، يعني هذا هو الشيء الخطير.
حلمي بكر:
الملامح.. نتعرض لإزالة الملامح.
عنتر هلال:
أنا معك.
حلمي بكر:
نتعرض لإزالة الملامح التي تميزني.
فيصل القاسم:
إزالة الملامح، ودعني أنا أعطيك مثالا: الأعراس كانت تحفل بكل أنواع الغناء، الآن كل ما تراه هو عبارة عن شريط كاسيت لمطرب شبابي هابط والبنات والشباب يتراقصون حول هذا الجهاز، يترنحون يمينا وشمالا، يعني هذا تخلص من التراث.
عنتر هلال:
أولا: أن أعتبر أن اللي حصل ده ظاهرة حميدة وليست ظاهرة تحسب ضد الذين عملوا هذا الشيء. حكاية المحافظة على التراث وتقديس الماضي لدرجة التعبد فيه دي - بالذات في الفن - أنا ضد هذا تماما، أنا أحترم الماضي، وأحترم تراثي، لكن أن أقف عنده (محلك سر) وأتجمد، ولا أبص للي جاي، إذن أنا إنسان Sorry متخلف، ورجل دلوقتي.. لا أواكب الذي يحدث.
كون أنهم لجأوا لشريط كاسيت لمطرب أنت سميته هابط، وهم - على فكرة - لا يسمونه هابط، هم استحسنوه بدليل أنهم اقتنوه، ويرقصون عليه ومسرورين منه.. هؤلاء ناس متصالحون مع زمانهم، وناس صح جداً، واتركهم على راحتهم، واترك الفن يتعامل مع الناس بحرية، الناس أذكى مننا جميعا، الناس مش محتاجه وصاية.
حلمي بكر:
يا أستاذ عنتر.. هل بيتساب الفن يتعامل مع الناس أم يدفع الفن.. تدوس على حاجة لصالح حاجة؟ أنا أريدك أنت تجيب بصراحة: الفن بيتساب؟ لو أنت سبته فسيظهر الغث والجيد، إنما ما بيتسابش.
عنتر هلال:
لازم يتساب..
حلمي بكر:
أنت تبدع شريط النهارده، ماذا تفعل لكي يذاع؟
عنتر هلال:
يطرح في الأسواق.
حلمي بكر:
لا.
عنتر هلال:
يطرح في الأسواق، وعلى الناس أن تقتنع أو لا تقتنع حسب جودته أو..
حلمي بكر (مقاطعا):
دعك من السوق.
عنتر هلال:
كون أنه تصاحبه حملة إعلانية، مش دايما الإعلام على فكرة بيخدم.
حلمي بكر:
هذه الحملة الإعلانية..
عنتر هلال:
أنت عندك مطربين رسميين الحكومات طول النهار تذيع لهم، والناس انفضت عنهم، أيضا -على فكرة- الإعلام لا يصنع مطرب يا أستاذ حلمي. الناس أذكر -أقول لحضرتك- كثيرا منا جميعا، والناس تعرف الغث من الطيب، وما تراه أنت غث قد يراه الآخر حسن أو طيب، المسألة مسألة أذواق. المشكلة أننا متسلطين على الناس بشدة، ولازم أننا نرفع الوصاية عنهم ونسيبهم براحتهم.
حلمي بكر:
هل الرؤية بالعينين أم بالإحساس؟
عنتر هلال:
إحساسك غير إحساسي، والمسائل نسبية في الفن تحديدا.
حلمي بكر:
ما سببه؟ ما الذي جعل الإحساس يختلف؟
عنتر هلال:
ربنا خلق الناس.. إحساسي غير إحساسك.
حلمي بكر:
لا.. اختراع الشريط.. اختراع الشريط هو الذي جعلنا نختلف، ما قبل الشريط كانت الأسطوانة، الأسطوانة ما كانتش تختلف، بدليل نحن نختلف وإحنا حاطين عشرة شرائط في عشر عربيات [سيارات] تقف في مكان واحد، كل عربية فيها شريط.
عنتر هلال:
جميل، هذه ظاهرة صحية.
حلمي بكر:
هذا هو السمع؟
عنتر هلال:
هذا حسن، نعم حسن، لأنه أصبحت هناك حرية للتنوع.
حلمي بكر:
إذن تذكر لي أغنية من السنة اللي فاتت.
عنتر هلال:
مش مهم أنها تعيش، أنا سأقول لحضرتك حاجة فقط..
حلمي بكر:
افتكر (تذكر) لي أغنية من السنة اللي فاتت.
عنتر هلال:
ليس ملزما أن أفتكرها، وهذا أحسن.
حلمي بكر:
إذن افتكر لي أغنية من الشهر اللي فات.
عنتر هلال:
ولا الأسبوع، ولا أول أمس.
حلمي بكر:
إذن هات لي أغنية لعبد الوهاب، لأنك إذا كنت ناسيها إذن فأنت مخطئ.
عنتر هلال:
سأجيب عليك، لكن حتديني فرصة لأجيب؟
حملي بكر:
حديك فرصة.
عنتر هلال:
زمان كان لا يوجد غير جهاز واحد تتلقى منه الأغنية وهو جهاز رسمي اسمه (الراديو) الآن كل واحد عنده راديو أو إذاعة مخصوصة خاصة به اسمها (الكاسيت) أو جهاز التسجيل بتاعه، أصبح لكل واحد إذاعته، وما تسمعه من عبد الوهاب، أغنية عبد الوهاب ممكن أن تسمعها وتحبها، لأنك استهلكتها على مدة عشرين سنة، سمعتها أكثر من مائتي مرة. ممكن أسمعها المائتين مرة في أسبوع إذن استهلكتها، وأديت الغرض منها، وآجي بالجديد، طبيعة العصر تغيرت، الآن وسائل السمع تنوعت، أنت تسمع من الـCD أو من الإذاعة أو من التليفزيون أو من الكاسيت..
حلمي بكر [مقاطعا]:
أسألك سؤال يا أستاذ عنتر، إنت لحنت ليه؟
عنتر هلال:
أنا لحنت لأن بداخلي جملة صاحبت كلمة كتبتها وجدت نفسي تخرج (أوتوماتيك) لوحدها..
حلمي بكر [مقاطعًا]:
برافو، هل درست الموسيقى؟
عنتر هلال:
التلحين على فكرة..
حلمي بكر [مقاطعا]:
انتظرني.. نعم سنصل لهذه، أنا أقول لك: ليس شرطا أنك أنت دارس كما هي الحالة الآن، ما الذي جعلك تندفع إلى التلحين؟ أنك وجدت كثير غير دارسين، وأصبحوا ملحنين خلاص، أنا مش بجرك للإجابة..
عنتر هلال [مقاطعا]:
نعم بالضبط، أنا عايز أعترف، وأريد أن أؤكد على هذه، أننا نعيش وسط مجموعة كبيرة من الأكاذيب الموسيقية الموجودة، بصراحة..
حلمي بكر [مقاطعًا]:
أنت معترف بهذا.
عنتر هلال:
أنا معترف بهذا، معترف أن هناك ناس أدعياء وسطنا موجودين ومرتزقة والمفروض أن يتعلموا مهنة شريفة ويعملوها..
حلمي بكر [مقاطعا]:
أنت كيف تلحن يا أستاذ عنتر؟ عاوز أقول لك حاجة: التلحين أولا هو إبداع داخلي يواكب الكلمة، أنت تكتب كلمة تحسها في اللحن، في مؤلفين كثير كذلك (مرسي جميل عزيز) و(حسين السيد) كان وهو يقرأ الكلام يقوله بنغمة، (الأبنودي) بنفس الطريقة، في مؤلفين كتير، وهذا حلو جدا في المؤلف أن يكون بداخله موسيقى، ماذا الذي..
عنتر هلال [مقاطعا]:
وحلمي بكر -على فكرة- في الأساس كان مؤلف، لكن فقط التلحين غلب عليه.
حلمي بكر:
ما الذي جعل (مرسي جميل) لم يلحن، لأنه أحس أن الذين حوله وهو يحضر (بروفاتهم) أنهم جهابذة مسيطرين على العملية، شاف ابنه قبل ما يظهر، إنما لما يكون الموزع هو الذي يرى الابن والملحن لا يعرف، هذا يجعلك تلحن، ويجعل أي عابر سبيل يلحن، وهذا هو السبب.
فيصل القاسم:
إذن (رضا محمود) من ألمانيا.
رضا محمود:
السلام عليكم، عندي سؤال للأستاذ (حلمي بكر) أنا بتكلم من ألمانيا، وأعيش في ألمانيا، ولكن يؤسفني أن أقول فعلا: الأغنية، بالأخص الأغنية العربية المصرية هبطت هبوطا غير معقول، أنا عايز أسأل الأستاذ (عنتر) دلوقتي لو سمحت أنا عايز أعرف (الكاسيتات) اللي هي الجديدة بتاعة الشباب، أنا عندي 45 سنة، أحب أسمع الأغنية العربية اللي هي بتشجن الإنسان، الأستاذ (حلمي بكر) عاش هذه الأشياء، والنهارده الأستاذ (حلمي بكر) ما بيلحنش لأي شاب من الشباب الموجودين دلوقتي، لماذا؟
لأنه مش لاقي الكلمات الجديدة التي يعمل بيها لحن..
حلمي بكر [مقاطعا]:
أنا حرد على حضرتك علشان ما نظلمش الشباب.
رضا محمود:
يا أستاذ حلمي أنا آسف، في أصوات حلوة، ولكن في كلمات رديئة، كويس يا أستاذ حلمي.. اليوم أنا قمت بعمل حصر على العرب الموجودين هنا في ألمانيا، إيه هي الأغاني اللي بنسمعها؟ ما بنسمعش غير الأغاني بتاعة(أم كلثوم) و(عبد الحليم حافظ) و(محمد عبد الوهاب) و(فايزة أحمد) و(وردة الجزائرية) هي دي الأغاني التي نسمعها، النهارده الشباب بيقلد، بيجيب القديم تاني بيعمله جديد، يعني مافيش أي لغة عربية بنسمعها، مافيش أي لحن حلو حتى نسمعه، ليس هناك أي موسيقى.. طبعا هي الموسيقى إيه؟ هي الموسيقى إيه؟ الموسيقى هي لغة الروح..
حلمي بكر:
هي لغة الشعور، لغة التفاهم..
فيصل القاسم:
أنا أريد أن أعرف.. لا تسمع.
عنتر هلال:
لأ مافيش حاجه خالص.
فيصل القاسم:
يامهندس الصوت ياريت لو سمحت السيد عنتر هلال يسمع لو سمحت.
حلمي بكر [مقاطعا]:
الأستاذ يسأل، ويقول لك: القيمة التي يقال عنها التراثات القديمة، هم اللي مازالوا يرددوها، وأنه ما زال هناك بعض الشباب اتجه إلى هذه الأغاني من كثرة ما هو موجود من الأغاني الخفيفة اللي (بتترص) وتتحط في..
رضا محمود [مقاطعا]:
برافو عليك يا أستاذ حلمي.
حلمي بكر:
الأستاذ عنتر سيرد عليك الأول، وبعدين أنا أرد عليك.
فيصل القاسم:
هو يقول: إن هذه الموجة لم تقدم أي جديد، هي عبارة عن اجترار للماضي ليس إلا.
عنتر هلال:
خلاص يبقى إحنا ناس بنحب ماضينا، وإحنا لا زلنا امتداد للآخرين، إذن ما تحسبش ضدنا.. هو عنده كم سنة الأول؟ ده يفرق معايا سنه.
حلمي بكر:
45 سنة.
عنتر هلال:
45 سنة، إذن هو راجل مش حيفهم اللي بيحصل اليومين دول، لأن هذا المنتج غير موجه له، وأن أغانيه موجودة في المتحف يروح ويتفرج عليها، ويسمعها في أي وقت لكن..
حلمي بكر [مقاطعًا]:
عنتر في مطربين عندهم 55 سنة شبابية، هل أقول لك أساميهم؟ موجودين على الساحة وهم مطربين كبار..
عنتر هلال:
لا ليس هناك داعٍ أن تذكر اسما.
حلمي بكر:
طيب بلاش.
رضا محمود [مقاطعا]:
يا أستاذ فيصل..
فيصل القاسم:
تفضل ياسيدي، يبدو المخرج مش عارف أي حاجة.. تفضل، تفضل.. يامخرج.. يامخرج.. تفضل.. تفضل ياسيدي..
رضا محمود:
الأستاذ عنتر يقول: إنني رجل قديم أو رجل عجوز، أنا عندي 45 سنة.
حلمي بكر [ضاحكا]:
عز الشباب.
فيصل القاسم [مقاطعا]:
طيب ياسيدي تفضل، يامخرج ياريت تحط الكاميرا على شخصية أخرى كي يعدل الصوت، يعني مش مهنتي هذي.
رضا محمود:
أنا بأتكلم بالنسبة للأستاذ (عنتر) أنا أقول له: إنني فعلا شاب، وأحب الموسيقى العربية، وأحب الموسيقى الشرقية، وأحب الموسيقى الغربية، وأحب الموسيقى كلها، أنا رجل أذني موسيقية.. هل أنت معي؟، أنا بحب الموسيقى صح، لكن أنا كي أسمع الشباب اليوم، من أول الكاسيت لآخر الكاسيت، أنا عندي أكثر من (8000) كاسيت هنا للشباب برضه، لكن لا أجد كلمة حلوة أسمعها.
حلمي بكر:
أحب أن أقول لحضرتك حاجة، هل تعرف (جون وليامز) أبو الموسيقى الأمريكية؟ تخطى السبعين سنة من عمره، اللي عمل افتتاحية دورة (لوس أنجلوس) وعمل بلاوي كثير، هذا الرجل عمل موسيقى للشباب، إحنا من يوم ما سمينا الموسيقى شباب وعواجيز وإحنا ضعنا، وأصبح الشاب ينفر من العجوز، والعجوز لا يطيق.. الموسيقى -حتى- تسببت في حدوث خلل سمعي بيننا لمجرد المسمى، ليس هناك شيء اسمه موسيقى شباب، وموسيقى عجائز، الموسيقى للكل، أنت عندما تجلس وتسمع LIGHT MUSIC ابني يسمعها - أريد أن أقول لك حاجة - الحيوان.. البقرة بتجيب لبن..
فيصل القاسم:
طيب، السيد (رضا محمود) أشكرك جزيل الشكر، أنا لدي تقرير هنا في مجلة مصرية معروفة (روز اليوسف) تتحدث عن صفقة لشراء الغناء العربي، أنت حتى الآن تريد أن تركز على روح العصر ونحن يجب أن نساير العصر وإلى ما هنالك، دون أن تنتبه إلى أن هناك خطة خبيثة قد تكون إلى أبعد الحدود حتى لشراء الغناء العربي، مجموعة Hermes (هيرمس) وثلاث شركات عالمية تتصارع على شراء أهم شركات الإنتاج في المنطقة، ويقولون: إنها ببساطة تشير إلى أن المنتجين العاملين في سوق الإنتاج الغنائي يواجهون الآن تحديا من نوع جديد ستكون له آثاره الكبيرة على خارطة ونوع ملكية الإنتاج الغنائي في المنطقة كلها، ماذا يمكن أن تتوقع عندما تكون هناك شركات عابرة للقارات تريد أن تشتري تراثك وفنك الموسيقي؟
عنتر هلال:
والله أنا أصفق لهم بصراحة، أو أشجعهم.. أقول لحضرتك حاجه: أولا: الموسيقى عمل إبداعي، ولا نختلف على كده، وأي عمل إبداعي وخاصة الفن زي بني آدم له رجلين، رجل اسمها إبداع، ورجل اسمها تجارة، وأي رجل من دي تختل يبقى فن أعرج، الفن إبداع.. خلاص، بعد ما يخرج من منطقة الإبداع يتحول إلى منطقة التجارة، وهذا يخضع لقانون السوق، للعرض وللطلب، للمكسب والخسارة، للتسويق وكل قوانين السوق اللي حاصلة. كون أن في ناس -وأنا أرفع لهم القبعة- تأتي الآن لتنمي هذا الموضوع، وتنفق عليه، وتغذيه، وتكبره، وتنشره، دول ناس أقول لهم: أهلا وسهلا، لأنه هناك شيء خطير جدا حدث، أن القوانين الموجودة قوانين خانقة خنقت تجار الكاسيت أو الناس المنتجين الذين يستثمرون أموالهم في هذا النشاط، أناس كثيرون انفضوا عن العمل، وعادوا، وقفلت هذا النشاط.
حلمي بكر:
ليه يا أستاذ عنتر؟
عنتر هلال:
لأنها بتخسر.
حلمي بكر:
ولماذا تخسر؟ أنت قلت جملة: رِجل إبداع ورجل تجارة، إذن فيه رجل اتقطعت، الإبداع اختفى فالتجارة وقعت.
عنتر هلال:
أنا سأجيب عن هذا السؤال، لأن ده سؤال مهم جدا، فطالما أنك طول النهار حاطط مقص دائما فوق رأس المبدع، يا شركة يا فلان، ده يغني كذا ولا يغني.. هذا ممنوع.. وهذا مصرح، وهذا لا وهذا نعم، حتى خنقت الناس والناس انفضوا، وتركوا هذا الملعب، في حين أن -على فكرة يا جماعة- صناعة الكاسيت هذه أنا بأعتبرها صناعة قومية قد تساوي صناعة المنسوجات أو الحديد والصلب، لأن فيها ناس كثير جدا بيشتغلوا فيها.
فيصل القاسم:
Business.
عنتر هلال:
وتدخل فلوس جامده، وبتصدر للخارج، وفي عمالة كبيرة شغالة فيها، هؤلاء الناس -حضرتك- أنا أول مرة أسمع هذا الخبر، وإذا كان حقيقي فأنا بأقول لك: هذا الخبر كويس جدا، و الناس دي أهلا بيها، وأصلا هي ها تعمل إيه؟ هي ستأخذنا إحنا وتشغلنا، وسنقوم بعمل منتجنا إحنا، وهم سيسوقونه.
فيصل القاسم:
كلام موجز (حلمي بكر) كيف ترد؟ يقول: إنها خطوة ممتازة جدا.
حلمي بكر:
أستاذ (عنتر) هل تعلم أن في إسرائيل مجموعة أغاني مصرية وعربية كثيرة حُولت وحورت إلى أغاني إسرائيلية؟
عنتر هلال [مقاطعا]:
فننا إذن جيد..
حلمي بكر:
لا.. إنها دخلت مهرجانات عالمية، وأخذت جوائز باسم إسرائيل..
عنتر هلال [مقاطعا]:
إذن هذا نوع من السرقة، ولازم نطالب بحقنا.
حلمي بكر:
لازم؟! يا من يجيب لي حبيبي وأنا أبوسه، وأنا قاعد مكاني هنا؟ لا لا، ليس من الواجب أن نطالب بحقنا، اتفاقية (الجات) جيالك ستطالبك بحقوق متلتلة قد كده وأنت لك حقوق أضعافها، بس مش حتعرف تاخدها، ليه؟ لأنك ما قننتش ده قبل ما تجيلك (الجات)، لم تقننه، نحن كنا في اللجنة الثقافية العليا في الحزب، بنتناقش على أساس حقوق المؤلف وحقوق المبدع، في ناس قالت: نعم جمعية كذا، لا.. هناك جمعيات في العالم تهيمن على هذا، وليست جمعية واحدة، ونحن لنا المكتب المصري، الذي أشرف أن أكون عضو فيه، بنحاول أن نحصل على واحد على عشرة من حقنا. لما حتيجي (الجات) ونتيجة السرقات، ونتيجة الحقوق اللي بتتنقل، زي السينما لما تتنقل، مش حتاخذ حاجة رغم أن إنت لك أضعاف اللي طالبينه منك.
فيصل القاسم:
طيب، لكنه تحدث عن قضية العرض والطلب، الفن في العالم أجمع هو عبارة عن (Business) يا أخي، لماذا لا تريد للفن العربي أن يكون Business..
حلمي بكر:
طيب، سميته فن ليه؟ !طالما أنه (بيزنس) سميته فن ليه؟ هناك فرق بين الفن والبيزنس.
فيصل القاسم [مقاطعا]:
تحدث عن أن صناعة الكاسيت في مصر وفي الكثير من الدول العربية هي صناعة قومية تدر الكثير، في أوروبا يا أخي مايكل جاكسون كل هذه الظواهر الموجودة.. في أميركا، في أوربا.. إذا لم تصبح بيزنس أو عملا تجاريا فهي لن تزدهر، وكلام السيد عنتر..
حلمي بكر:
هي بتلقائية وطبيعية أصبحت عمل تجاري، ثم نظم هذا العمل التجاري بعد أن كانت بدايته فنية، إنما لا يأتي العمل التجاري بأنني أقوم بعمل ثماني أغاني في الشريط ده وعشرة في هذا الشريط وأنا عندي زمن يباع، وأنت تعلم أن فيه محلات يقول لك كي تأخذ شريط كذا خذ معه مجموعة فلان وفلان، وإلا لن أبيع لك، هذا إذا كان المطرب الفلاني في حالة رواج، فتتم عملية ابتزاز..
عنتر هلال:
تحميل سلعة على سلعة..
حلمي بكر:
ابتزاز باسم (البيزنس) وهذه لغة من لغات التجارة.
فيصل القاسم:
طيب، نبيل فاضل القاهرة، تفضل يا سيدي.
نبيل فاضل:
أنا تغربت عن مصر 30 سنة وعدت أخيرا ولم أجد لا مطرب ولا مطربة وراهم الفرقة الموسيقية بها (عود) أو (قانون)، هذا سؤال أوجهه لجميع الموسيقيين المصريين، ولا حتى راقصة ترقص وراها عود أو قانون، ده السؤال، لماذا؟ النصيحة.. المطربون والمطربات المجيدون والمجيدات لا يحتاجون إلى (فيديو كليب) ويذهبون ليصوروه في كندا وفي (كان) وعلى خيل بجيتار (إسبانيولي) أو على أحصنه.. الأغنية الجيدة لا تحتاج أي شيء من هذا الفيديو كليب، وشكرا.
فيصل القاسم:
لسه هناك مشكلة في توصيل الصوت. يقول: إنه لا يجد لا عود ولا قانون مع المطربين الجدد أو الشبابيين -سمهم ما شئت- حتى الراقصات لم يعد ترافقهم مثل هذه الأدوات الموسيقية، وهذا وإن دل على شيء يدل على تيار العولمة الجارف أيضا وعملية التغريب..
حلمي بكر [مقاطعا]:
(برافو عليك) أحسنت.

تابع الصفحه التاليه من فضلك

لمتابعة الحوار اضغـــط هنـــــــا



للوصول الي منفذ الدردشة  وتصفح جميع اقسام الموقع يرجا الضغط  هنــــــا او زيارة موقعنا الجديد بالبحث في جوجل عن دردشة ساحر او الدخول المباشر من خلال الرابط التالي:  http://sa7er.com
                                    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولظهور جميع روابط التحميل المباشره والاستمتاع بمزيا اخري يرجا التسجيل بالمنتدي اولا
                           ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
flower  flower  flower  flower  jocolor  jocolor  jocolor  jocolor  jocolor  jocolor  flower  flower  flower  flower
                   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اول موقع عربي شامل

ساحر دردشة كتابية

موقع ساحر تحميل مباشر

تحميل برامج كمبيوتر برابط مباشر

مشاهدة وتحميل افلام اجنبي اون لاين رابط مباشر

مشاهدة وتحميل افلام عربي اون لاين رابط مباشر

مشاهدة وتحميل افلام هندي اون لاين رابط مباشر

اغاني  تحميل واستماع مباشر

مسلسلات

القران الكريم كاملا برابط واحد مباشر

تفسير القران الكريم

تحميل واستماع ادعية والرقية الشرعية

الصحة واللياقة

العاب كمبيوتر كاملا

وصفات طبخ جديدة وصحية

وصفات حلويات جديدة  قسم الحلويات

اسلاميات

منتديات

مقالات - مقالات اسلامية

العاب هواتف برامج وتطبيقات الجوال

جوال هواتف محمول

نغمات ورسائل للجوال والهواتف المحموله

كل ما يخص الايفون - ايفون

صور

تعارف

الشعر والخواطر

الاخبار اخر اخبار العالم

المراة والاسرة كل ما هو يخص المراه والاسرة العربية

الموضة والجمال

الابداع

الترفيه والمسابقات

حلول مشاكل الكمبيوتر والانترنت

وكل ما هو جديد تجده لدينا

http://sa7er.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Aya
Aya

المساهمات : 44
تاريخ التسجيل : 23/04/2017

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى